تمر علينا، الذكرى السنوية 11 لاحتلال مدينة الموصل من قبل تنظيم داعش الارهابي وتدمير المدينة وتشريد وقتل وأسر اهلها، في 10/6/2014.
تعود أسباب سقوط الموصل إلى عدة عوامل يأتي على رأسها عدم كفاءة ومهنية القادة الذين هربوا تاركين جنودهم، وتعاطف السكان المحليين في الموصل مع القوات المهاجمة، بالاضافة سوء منظومة التنسيق والتوصل والترابط بين القيادة والجنود، كما أن عدم اكتراث القيادة العليا بتحذيرات المحافظ وقيادة اقليم كوردستان.
وبعد احتلال المدينة من قبل التنظيم الارهابي، بدأ التنظيم بحملة جرائم ضد المدنيين، حيث كشفت مفوضية حقوق الانسان، عن عدد جرائم عصابات داعش الإجرامية منذ دخولها إلى العراق.
ومن الأمثلة على الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي
1- قتل الأطفال
أعدم داعش 13 فتى في مدينة الموصل لمجرد أنهم شاهدوا مباراة لكرة القدم بالتلفزيون، وذلك بدعوى أن مشاهدة مثل هذه المبارايات “محرمة شرعا”. وجرى إعدام الفتيان رميا برصاص الرشاشات، فلم يستطع ذووهم حتى سحب جثامينهم خوفا على حياة عائلاتهم.
2- تعليم الأطفال القتل
قام تنظيم داعش الارهابي بتجنيد أو اختطاف الأولاد الصغار في العراق وإرسالهم فيما بعد إلى مراكز تدريبية خاصة، حيث تم تدريبهم على استعمال السلاح. وبعد بلوغهم التاسعة من عمرهم وجرى إرسالهم إلى خط الجبهة، وذلك إضافة إلى اعتماد التنظيم عليهم كـ”دروع بشرية” أو جواسيس أو “متبرعين” بدمائهم من أجل الارهابيين الجرحى.
3- خطف النساء والاتجار بهن
اختطف التنظيم الارهابي مجموعة كبيرة من النساء والفتيات الكورديات وخاصة الايزيديات وبيعهن إلى التجار العاملين في سوق “الخدمات” الجنسية في الشرق الأوسط، وذلك بأسعار تراوحت بين 500 دولار و43 ألف دولار أمريكي للمرأة أو الفتاة الواحدة. أما غيرهن من الأسيرات فجرى تزويجهن عنوة إلى أعضاء التنظيم الارهابي، فيما حولت الأخريات إلى أداة المتعة لهم. هذا وذاع صيت الدواعش كمعذبي النساء ومغتصبيهن، الأمر الذي دفع الكثيرات منهن إلى الانتحار.
4- لايعرفون الرحمة إزاء جنودهم
أعدم ارهابيو داعش 200 من أعضاء التنظيم، كعقاب لهم لمحاولاتهم ترك صفوفه والعودة إلى منازلهم، أو لأخطاء إرتكبوها في أثناء القتال. وفي بعض الأحيان لم يتورع داعش عن إعدام أفراد وحدات كاملة من قواته، بما في ذلك بتهمة خوضهم مفاوضات مع الكورد حول شروط الاستسلام.
5- حرق الناس أحياء
أحرق تنظيم داعش الارهابي طيارا أردنيا وهو حي في قفص حديدي، وقامو بنشر تسجيل فيديو يظهر إعدامه على شبكة الإنترنت. وبعذ ذلك قام داعش بإحراق 45 شخصا في محافظة الأنبار. وأفادت وسائل إعلام إلكترونية بأن إمرأة مسيحية من الموصل تبلغ 80 عاما من عمرها أحرقت بزعم أنها خالفت أحكام الشريعة الإسلامية.
6- الاتجار بالأعضاء البشرية
مارس التنظيم الارهابي الاتجار بالأعضاء البشرية في السوق السوداء العالمية، معتمداً على جراحين "مستوردين" من الدول الخارجية. أما الأعضاء فتؤخذ سواء من الارهابيين القتلى أو من أجساد الأسرى والمخطوفين الأحياء، بمن فيهم الأطفال من الأقليات القومية في سوريا والعراق.
7- قتل المثليين بطريقة وحشية
أعدم تنظيم داعش الارهابي رجلين في الموصل برميهما من سطح مبنى مرتفع، وذلك بتهمة انتمائهما إلى المثليين جنسيا.
8- تدمير المدن العريقة وآثار الحضارة العالمية
خلال أقل من عام دمر تنظيم داعش الارهابي حوالي 30 موقعا أثريا تعود جميعها للتراث الحضاري العالمي. وتاجر التنظيم بكل ما يمكن بيعه من الآثار في السوق السوداء ودمر ما لايمكن بيعه. ومما جرى تدميره بقايا المباني والتماثيل العريقة في مدينة نمرود الآشورية (القرن الثالث عشر قبل الميلاد)، وآثار مدينة الحضر التاريخية في محافظة نينوى (القرن الثالث قبل الميلاد)، وأثار مدينة دور شرزكين شمالي الموصل، عاصمة المملكة الآشورية في عصر سرجون الثاني (القرن الثامن قبل الميلاد).
9- احتلال شنكال وقتل الايزيديين
قام تنظيم داعش الارهابي باحتلال قضاء شنكال بعد السيطرة على مدينة الموصل، وارتكب التنظيم الارهابي جرائم ابادة جماعية ضد السكان العزل في قضا شنكال والقرى المحيطة به.
10- استخدام السلاح الكيمياوي
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأنه في العام 2014 استخدم تنظيم داعش الارهابي في المعارك مع القوات الامنية وكذلك ضد المدنيين غاز الكلور.
معركة الموصل
بدأت معركة الموصل بين قوات الجيش من جهة وبين تنظيم داعش الارهابي من جهة اخرى، سيطر داعش على الجانب الأيمن من مدينة الموصل يوم 9 حزيران 2014، وجاء هذا تكريساً للمساعي لاستعادة ما يسميه تنظيم داعش بالخلافة الإسلامية.
تسلسل الأحداث
5 حزيران 2014: محافظ نينوى آنذاك أثيل النجيفي يقول إنه “لايوجد مسلحون لافي الموصل ولا على أطرافها”، ويؤكد أن السلطات الأمنية (قيادة العمليات) فرضت حظر التجوال فيها كـ”فعل احترازي” في هذه المدينة التي تعتبر ثانية كبريات المدن العراقية.
6 حزيران: قوات محدودة تابعة لتنظيم داعش الارهابي تدخل مدينة الموصل وخاصة أطرافها في مناطق مشيرفة و17 تموز والهرمات وحي التنك وحي العريبي وحي الزهراء وحي التحرير. وقد قتل 12 شخصا وأصيب العشرات بجروح في هجمات بسيارات مفخخة واشتباكات مسلحة داخل وحول المدينة.
واشتبكت قوات التنظيم مع من لم يهرب من عناصر الفوج السابع من الشرطة المحلية (بقي منهم 40-50 مقاتلا) مدة ثلاثة أيام دون أن تتلقى هذه العناصر أي مساعدة من “قيادة العمليات”، مما أدى إلى انهيارها في النهاية مما فتح الباب أمام انهيارات أمنية متلاحقة.
7 حزيران: نزوح جماعي من عدة أحياء في مدينة الموصل خشية التعرض للقصف بعد اندلاع اشتباكات بين الجيش العراقي والتنظيم الارهابي، والقوات الحكومية تؤكد استعادتها “السيطرة على 90%” من مدينة الموصل إثر قصف الجيش للمناطق التي سيطر عليها الارهابيون، مما أدى إلى “قتل 105 من الارهابيين وتدمير عشرين من سياراتهم المزودة بأسلحة آلية مما منعهم من السيطرة على الأرض”.
8 حزيران: استمرار الاشتباكات في الموصل بين عناصر التنظيم والجيش الرسمي الذي نفذ قصفا عشوائيا على المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون ويسيّرون فيها دوريات، معلنا أن عملياته العسكرية في المدينة تأتي ضمن حملة لـ”تطهيرها من المجاميع الإرهابية”.
9 حزيران: الشرطة الاتحادية تنسحب -دون أي قتال- من مقراتها في منطقة الموصل الجديدة وحي الرسالة وتحرق تلك المقرات.
ومن جهة أخرى وفي نفس اليوم هاجم 13 ارهابيا من تنظيم داعش وحدة من الشرطة الاتحادية كانت تشكل خط صد عن المدينة لكن أفراد الوحدة فروا، ثم حدث انهيار كبير خلال ثلاث ساعات في قوات “الفرقة الثانية” من الجيش بعد أن شاع بين الجنود أن القادة الكبار في “قيادة العمليات” قد هربوا وقطعوا الجسور خلفهم على الساحل الأيمن من المدينة.
10 حزيران: المئات من ارهابيي تنظيم داعش يسيطرون بالكامل على مدينة الموصل، طاردين القيادات السياسية والأمنية والقوات الرسمية التي تقدر بثلاث فرق من الجيش والشرطة (ما بين 40-50 ألف مقاتل) مجهزة بأحدث ما أنتجته مصانع السلاح الأميركي، والتي أصيبت بـ”انهيار أمني كامل” حسب تعبير وزارة الخارجية الأميركية.
وفي أول إجراء اتخذوه، فتح التنظيم الارهابي سجن بادوش الخاص بجرائم الإرهاب والجرائم الكبرى وسجون مراكز الشرطة في المدينة، وأطلق سراح مئات المعتقلين المحكومين فيها على ذمة قضايا أمنية.
وأظهرت صور معسكرا للجيش العراقي في الموصل بعد فرار الجنود منه عقب سيطرة الارهابيين التابعين لتنظيم داعش والعشائر على المدينة. واظهرت الصور سيارات تابعة للجيش وملابس عسكرية لجنود بعد قيامهم بتغييرها بأخرى مدنية قبل انسحابهم الذي أحدث انهيارا أمنيا كاملا في المدينة قبل قيام الارهابيين لاحقا بتأمين الوضع.
تحرير الموصل
بدات القوات العراقية بعملية من عدة محاور لطرد الارهابيين من الموصل بدعم واسناد من قوات البيشمركة التي انيطت اليها مهمة تحرير بعض المناطق كقضاء بعشيقة والتقدم نحو الموصل لمحاصرة الارهابيين ومنعم من الهروب، وبعد معارك عنيفة مع الارهابيين تمكنت القوات العراقية والبيشمركة من تحرير المدينة والقضاء على تنظيم داعش الارهابي بشكل نهائي في 10/7/2017.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP