خمسون عامًا من الاتحاد… إرث مام جلال ونهج التآخي

سوران الداوودي
12:47 - 2025-05-26

يحتفي الاتحاد الوطني الكردستاني بمرور نصف قرنٍ على تأسيسه خمسون عامًا من النضال السياسي والفكري، لم يكن هدفه السلطة بقدر ما كان مشروعًا لصياغة وطنٍ يتسع للجميع، وطنٍ لا يُبنى إلا بالتآخي ولا يُحافظ عليه إلا بالعدل.
منذ أن انطلقت شرارة  ال“يەكەتی” في جبال كردستان عام 1975، كان في قلبها رجل اسمه مام جلال، قائد لم يجمع الناس حوله بالخطب أو الشعارات، بل بالرؤية العميقة التي مزجت بين الفكر والواقع، وبين الكردايتي الحقة ومفاهيم المواطنة، بين الدفاع عن الحقوق الكردية والإيمان العميق بأن كردستان للجميع.
لقد آمن مام جلال أن التعايش ليس خيارًا سياسياً فحسب، بل أساس الاستقرار وأصلٌ من أصول الوطنية. فمنذ اليوم الأول، لم يكن الاتحاد الوطني الكردستاني حزب مكونٍ واحد، بل مدرسةً انتمى إليها الكردي والعربي والتركماني والآشوري والكلداني، ضمن مشروع يسعى لبناء دولة مدنية تُدار بالعقل وتُحكم بالعدالة.
في الذكرى الخمسين، نستذكر هذه المسيرة تحت راياتٍ لا تُنسى
على نهج مام جلال… نزرع التآخي ونحصد السلام ، و من فكر مام جلال… وُلد التآخي طريقًا والنضال عهدًا.
لم تكن هذه مجرد كلمات، بل خريطة طريق سار عليها جيلٌ كامل، وما زالت تنير درب من تبقّى على العهد.
كركوك، المدينة التي طالما اعتُبرت نموذجًا مصغّرًا للعراق المتعدد، كانت مسرحًا لتجارب التعايش الكبرى التي قادها الاتحاد الوطني، حيث نادى دومًا بأن الهوية الجامعة لا تلغي الخصوصيات، بل تحميها وتحولها إلى مصدر قوة.
وكم كانت رؤية مام جلال صادقة حين وصف كركوك بانها باقة ورد من كل الألوان .
اليوم، في زمن  التحولات ، تبرز ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني كتجديد للعهد، وتأكيد على أن الاستقرار لا يولد من فوهة البندقية، بل من عقلية تؤمن بأن السلام يبدأ حين نكف عن إقصاء بعضنا البعض.
خمسون عامًا من الاتحاد هي شهادة على أن فكر مام جلال لم يكن مجرّد مشروع سياسي، بل روحٌ حيّة تسري في أوصال الأمة، ووصية مستمرة للأجيال لا وطن بلا تآخي، ولا مستقبل بلا شراكة.

Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP