بيروت.. صدور كتاب جديد عن الحركة القومية الاجتماعية

صدر في بيروت كتاب جديد عن الحركة القومية الاجتماعية الموسوم "زوبعة وبرج: صفحات من تاريخ الحركة القومية الاجتماعية" للكاتب خليل فضل عثمان  عن دار الفرات في بيروت . يؤرخ الكتاب نهوض وتراجع وهج فكرة القومية السورية ويكشف الكتاب حقائق وتفاصيل كانت غائبة عن الأدبيات المتخصصة في مجال البحث عن تاريخ الحركة القومية الاجتماعية وذلك من خلال تسليط الضوء على سيرة شخصيات من برج البراجنة سلكت مسالك النضال الحزبي في صفوف الحركة أو كانت على تماس مباشر مع مسيرتها أو تواطأت مع محاولات سلطات الانتداب الفرنسي وأدواتها في السلطة اللبنانية لضرب الحركة وإجهاضها.

من المقدمة:
"في هذا الكتاب سردٌ موجزٌ لمسيرة القوميّين الاجتماعيّين في برج البراجنة، حيث تقتفي فصولُهُ المحطّاتِ الرئيسةَ مِنْ هذه المسيرة منذ الفترة التأسيسيّة للحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ حتّى عصرنا الراهن. وإذ استفدتُ أثناء عملي البحثيّ على هذا الكتاب مِمَّا اختزَنَتْه بطونُ الكتب التي تتناول تاريخ الحزب، أو المذكّرات التي كتبها قادتُه، مِنْ معلوماتٍ ذاتِ صلةٍ، فإنَّني عَمَدتُ أيضًا إلى تَدْوِينِ حوادثَ ونُبَذٍ مِنَ السِيَرِ النضاليّة لقوميّين سوريّين براجنة حفظتْها ذاكرةُ أشخاصٍ مِنْ أبناء المنطقة شاركوا في صُنعِ الأحداث والمحطّات التي يتناولها الكتابُ أو كانوا شهودًا عليها. كان الاتِّكاء على النبش في ثنايا الذاكرة ملاذًا لي في ظلِّ الافتقار إلى مادّةٍ أرشيفيّةٍ متينةٍ ومرتّبةٍ تفي بالغَرَض. وكان للتنوّع والتعدّد في المصادر التي استقيتُ معلوماتي منها فوائدُ منهجيّةٌ. فلقد وفّرا لي تقاطعًا معلوماتيًّا مِنْ مصادرَ شتّى الأمر الذي أتاح لي التحقُّقَ مِنْ صدق ووثاقة وثبات المعلومات والوقائع التي أدرجتُها في الكتاب. يُضاف إلى ذلك أنّ الحَفْرَ في الذاكرة انطوى في هذه الحالة على بُعدٍ إنقاذي، إذا جاز التعبير. فتَدوِينُ الأحداث التي حفظتها الذاكرة وبدأ غبار النسيان في الزحف عليها يشكّل صَوْنًا لها مِنْ التَشوُّش والاختلاط إنْ لم يكن الاندثار، ذلك أنَّ تَدْوِينَ خَزِينِ الذاكرة يُبقي عليه حيًّا وغضًّا بيننا، ويطردُ عنه شبحَ العَدَمِ بعدما يلفُّ الغيابُ المحتومُ حاملي هذا الخزين. والذاكرةُ الظمأى إلى الديمومة والبقاء لا يرويها سوى الكلمة، ففي الكلمة سرٌّ مِنْ أسرار الخلود. "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.